المسح البوزيتروني (PET Scan) أو ما يعرف بالتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، هو واحد من أهم تقنيات التصوير الطبي الحديثة التي أحدثت نقلة نوعية في تشخيص الأمراض ومتابعة علاجها. يعتمد هذا الفحص على استخدام مواد مشعة آمنة تسمى المقتفيات المشعة (Radiotracers)، والتي يتم حقنها في جسم المريض لتتبع نشاط الخلايا الحيوية داخل الأعضاء والأنسجة. ومن خلال ذلك، يوفر المسح البوزيتروني صورًا دقيقة تظهر كيفية عمل الجسم من الداخل، وليس شكله فقط كما في الأشعة التقليدية.
كيف يعمل المسح البوزيتروني؟
عند حقن المقتفي المشع (وغالبًا ما يكون جزيئًا مشابهًا للجلوكوز يسمى FDG مرتبطًا بذرة مشعة)، تتجه هذه المادة إلى الخلايا النشطة في الجسم، مثل الخلايا السرطانية التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة. عندما تتحلل المادة المشعة، تطلق جسيمات تعرف بالبوزيترونات، والتي تتفاعل مع الإلكترونات وتصدر أشعة غاما يتم رصدها بواسطة جهاز المسح البوزيتروني. يقوم الكمبيوتر بعد ذلك بتحويل هذه الإشارات إلى صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة توضح النشاط الحيوي داخل الأعضاء.
استخدامات المسح البوزيتروني
تشخيص الأورام السرطانية: يعتبر من أكثر الفحوص دقة في الكشف عن الأورام، ومعرفة مدى انتشارها، والتمييز بين الأورام الحميدة والخبيثة.
متابعة العلاج: يساعد الأطباء في تقييم استجابة الورم للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، حيث يوضح إن كان هناك انخفاض في النشاط الخلوي للورم.
- أمراض القلب: يستخدم لتقييم تدفق الدم إلى عضلة القلب والكشف عن الأجزاء التي لا تحصل على كمية كافية من الأكسجين.
الأمراض العصبية: له دور بارز في تشخيص أمراض مثل الزهايمر والصرع واضطرابات الدماغ الأخرى، حيث يوضح نشاط الخلايا العصبية ومناطق الخلل.
مميزات المسح البوزيتروني
يوفر معلومات وظيفية عن الأعضاء، وهو ما لا تستطيع الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي وحدها توفيره.
يساعد في التشخيص المبكر للأمراض، مما يزيد من فرص نجاح العلاج.
يظهر تفاصيل دقيقة عن الاستقلاب الخلوي، ما يجعله أداة مثالية لمتابعة الأمراض المزمنة والمعقدة.
التحضير للفحص
عادةً يطلب من المريض الصيام لعدة ساعات قبل الفحص، والتوقف عن بعض الأدوية وفقًا لتعليمات الطبيب. وبعد حقن المادة المشعة، يطلب من المريض الراحة لفترة قصيرة حتى تنتشر المادة في الجسم، ثم يبدأ التصوير الذي يستغرق عادة من 30 إلى 60 دقيقة.
الأمان والآثار الجانبية
المواد المشعة المستخدمة في المسح البوزيتروني تكون بجرعات صغيرة جدا، ولا تشكل خطورة على صحة المريض، حيث يتخلص الجسم منها طبيعيا خلال ساعات عن طريق البول أو العرق. ومع ذلك، ينصح الحوامل أو المرضعات باستشارة الطبيب قبل إجراء الفحص لتجنب أي مخاطر محتملة على الجنين أو الرضيع.