ما هو فحص PET‑CT وكيف يتم؟

يعتبر فحص PET‑CT واحدًا من أكثر الفحوص الطبية دقة في التشخيص الحديث، حيث يجمع بين قوتين هائلتين في مجال التصوير الطبي: التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) والتصوير المقطعي المحوسب (CT). هذه التقنية المدمجة تمنح الأطباء القدرة على رؤية صورة دقيقة وشاملة، تجمع بين البُعد الوظيفي الذي يُظهر نشاط الأعضاء والأنسجة، والبُعد التشريحي الذي يوضح شكلها وموقعها داخل الجسم.

ظهر فحص PET‑CT في أوائل الألفية الثالثة، بعد سنوات من استخدام PET وCT بشكل منفصل، ولكن الحاجة للحصول على صورة دقيقة تجمع بين النشاط الحيوي والتفاصيل التشريحية دفعت العلماء لدمج التقنيتين في جهاز واحد. هذا الدمج أتاح للأطباء تحديد أماكن الأورام بدقة غير مسبوقة، وفهم كيفية انتشارها، ومتابعة استجابة الجسم للعلاج.

يعمل فحص PET على اكتشاف التغيرات الكيميائية والوظيفية داخل الخلايا، وذلك باستخدام مواد مشعة ترتبط بجزيئات معينة داخل الجسم. أما فحص CT فيعطي صورة تشريحية ثلاثية الأبعاد للأعضاء والعظام والأنسجة. وعندما يتم دمج الصورتين، يحصل الطبيب على رؤية متكاملة توضح النشاط الحيوي وشكل العضو في نفس اللحظة، مما يرفع من دقة التشخيص ويقلل من احتمالية الأخطاء.

أهمية هذا الفحص لا تقتصر على مجال السرطان فقط، بل تشمل أمراض القلب، الدماغ، وبعض الحالات الالتهابية والمناعية. وبفضل دقته العالية، أصبح PET-CT من الفحوص الأساسية في المستشفيات والمراكز المتقدمة حول العالم.

ما هو فحص PET‑CT

فحص PET‑CT هو إجراء طبي يجمع بين تقنيتين مختلفتين للتصوير في جلسة واحدة. كلمة PET اختصار لـ Positron Emission Tomography أي “التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني”، بينما CT اختصار لـ Computed Tomography أي “التصوير المقطعي المحوسب”.

يقيس PET التغيرات في النشاط الأيضي (التمثيل الغذائي) داخل أنسجة الجسم باستخدام مواد مشعة يتم حقنها في الوريد، ثم يقوم بتصوير أماكن تراكمها. هذه المعلومات تكشف مناطق النمو غير الطبيعي للخلايا، مثل الخلايا السرطانية، التي تستهلك طاقة أكثر من الخلايا السليمة.

أما CT فهو يستخدم الأشعة السينية لإنشاء صور مقطعية عالية الدقة للجسم، توضح التركيب التشريحي للأعضاء والأنسجة والعظام. عند الجمع بينهما، يمكن تحديد مكان المرض بدقة، ومعرفة إن كان نشطًا أو خاملاً، مما يساعد على اتخاذ قرارات علاجية أفضل.

تاريخ تطور تقنية فحص PET‑CT

بدأت قصة PET في الخمسينيات من القرن الماضي، عندما بدأ العلماء باستخدام المواد المشعة لتتبع العمليات الحيوية داخل الجسم. في السبعينيات، تطورت أجهزة PET لتصبح قادرة على تصوير النشاط الحيوي بدقة عالية. أما تقنية CT فقد ظهرت في أوائل السبعينيات أيضًا، وحققت ثورة في التصوير الطبي بفضل قدرتها على إنتاج صور ثلاثية الأبعاد.

في التسعينيات، بدأ الأطباء والعلماء في التفكير بدمج الصورتين في جهاز واحد، لتوفير الوقت على المريض وتحسين دقة التشخيص. وفي عام 2000، تم إنتاج أول جهاز PET-CT تجاري، ومنذ ذلك الوقت، انتشر استخدامه بسرعة في المستشفيات الكبرى.

اليوم، أصبح PET-CT أداة لا غنى عنها في طب الأورام، ويمثل معيارًا ذهبيًا لتشخيص ومتابعة العديد من الأمراض، بفضل قدرته على الدمج بين صورة تشريحية دقيقة وصورة وظيفية تكشف نشاط الأنسجة.

قد يهمك: تحليل PCR في القاهرة

الفرق بين PET وCT ولماذا تم دمجهما

رغم أن PET وCT فحوص قوية بحد ذاتها، إلا أن لكل منهما نقاط قوة وضعف.

  • PET: يعطي صورة عن وظيفة الأعضاء ومستوى نشاطها الأيضي، ولكنه لا يوضح الشكل التشريحي بدقة كافية.
  • CT: يعطي صورة تشريحية واضحة، لكنه لا يكشف النشاط الأيضي أو الكيميائي.

عندما يتم دمجهما، يمكن للطبيب أن يرى في آن واحد مكان الورم، حجمه، شكله، ونشاطه الأيضي، وهذا يمنح رؤية شاملة تجعل التشخيص أكثر دقة، ويُسهل وضع خطة علاجية مناسبة.

على سبيل المثال، إذا أظهر PET نشاطًا غير طبيعي في منطقة معينة، فإن CT يحدد مكان هذا النشاط بدقة، مما يساعد في التخطيط للجراحة أو العلاج الإشعاعي.

كيف يعمل فحص PET-CT؟

العمل المشترك بين PET وCT في جهاز واحد يعتمد على مرحلتين رئيسيتين:

مرحلة PET

يقوم الطبيب بحقن المريض بجرعة صغيرة من مادة مشعة مرتبطة بجزيء مثل الجلوكوز (FDG). لأن الخلايا السرطانية تستهلك جلوكوز أكثر من الخلايا العادية، فإن المادة تتجمع فيها بكثافة، مما يجعلها تظهر بشكل واضح في الصور.

مرحلة CT

يتم التقاط صور مقطعية باستخدام الأشعة السينية، تكشف تفاصيل تشريحية دقيقة للأعضاء والأنسجة.

الدمج الرقمي

يقوم البرنامج الحاسوبي بدمج صور PET الوظيفية وصور CT التشريحية في صورة واحدة، بحيث يمكن للطبيب رؤية النشاط الحيوي وموقعه بدقة.

مبدأ عمل تقنية التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)

تقنية PET تعتمد على مبدأ بسيط ولكنه ذكي للغاية، وهو تتبع حركة المواد المشعة داخل الجسم لمعرفة كيفية استخدام الخلايا للطاقة. في معظم الحالات، يتم استخدام جزيء مشابه للجلوكوز يُسمى فلوروديوكسي جلوكوز (FDG) مرتبط بنظير مشع يُصدر بوزيترونات.

عند حقن هذا الجزيء في الدم، تنتشر المادة في الجسم وتبدأ الخلايا في امتصاصها. لكن هنا يكمن السر: الخلايا السرطانية أو النشطة جدًا تميل إلى استهلاك كمية أكبر بكثير من الجلوكوز مقارنة بالخلايا الطبيعية. هذا يعني أن FDG المشع سيتجمع بكثافة في تلك المناطق، مما يجعلها تضيء بشكل واضح في صور PET.

عندما يتحلل النظير المشع، يُطلق بوزيترونات تتفاعل مع الإلكترونات في الجسم، وينتج عن ذلك أشعة غاما يتم رصدها بواسطة الكاشفات المحيطة بالمريض. الكمبيوتر يقوم بتحليل البيانات وتحويلها إلى صورة ثلاثية الأبعاد توضح أماكن النشاط الأيضي المرتفع أو المنخفض.

ميزة PET أنه لا يُظهر فقط شكل العضو، بل يكشف أيضًا عن نشاطه البيوكيميائي، مما يعني إمكانية الكشف عن المرض قبل حدوث تغييرات تشريحية يمكن رؤيتها في الصور العادية. على سبيل المثال، يمكنه رصد الورم قبل أن يصبح مرئيًا في الأشعة المقطعية التقليدية، أو تحديد إذا كان الورم ما زال نشطًا بعد العلاج أم لا.

مبدأ عمل تقنية الأشعة المقطعية (CT)

تصوير CT يعتمد على الأشعة السينية، لكنه أكثر تقدمًا من الأشعة العادية. الفكرة الأساسية هي تمرير حزمة من الأشعة السينية حول الجسم من زوايا متعددة، وجمع المعلومات الناتجة عن امتصاص الأنسجة لهذه الأشعة.

بما أن كل نوع من الأنسجة يمتص الأشعة السينية بدرجة مختلفة (العظام تمتص أكثر، الهواء أقل، الأنسجة الرخوة بدرجة وسطية)، فإن الكمبيوتر يستطيع تحليل هذه البيانات لإنتاج صور مقطعية دقيقة للغاية. هذه الصور تشبه شرائح ثلاثية الأبعاد يمكن للطبيب تصفحها واحدة تلو الأخرى لرؤية أدق التفاصيل.

ميزة CT هي قدرته على إظهار التركيب التشريحي بدقة، مثل حجم وشكل الورم، أو وجود كسور، أو تمدد في الأوعية الدموية. ومع ذلك، فإن CT بمفرده لا يخبرنا إن كان الورم نشطًا أم خاملاً، أو إن كانت الأنسجة المتغيرة تعاني من التهاب أو نشاط سرطاني.

ولهذا السبب، عندما ندمج معلومات CT التشريحية مع بيانات PET الوظيفية، نحصل على صورة شاملة تجعل التشخيص أكثر دقة وتقلل من احتمالات التشخيص الخاطئ.

اقراء عن: تكلفة تحليل PCR في مصر

دمج الصورتين في صورة واحدة دقيقة

الخطوة الأهم في فحص PET-CT هي الدمج الرقمي للصورتين. بعد إجراء مسح PET وجمع بيانات النشاط الأيضي، وإجراء مسح CT لجمع البيانات التشريحية، يقوم الكمبيوتر بمواءمة الصورتين معًا بحيث تتطابق كل نقطة وظيفية في صورة PET مع موقعها التشريحي في صورة CT.

بهذا الدمج، يستطيع الطبيب النظر إلى صورة واحدة تحتوي على معلومات مزدوجة:

  • موقع المرض (بفضل CT)
  • نشاط المرض (بفضل PET)

على سبيل المثال، إذا كان هناك ورم صغير في الرئة، فإن CT سيحدد مكانه بدقة، بينما PET سيكشف ما إذا كان الورم نشطًا وينمو بسرعة، أم أنه مجرد ندبة أو بقايا نسيج ميت لا يحتاج لتدخل علاجي.

هذه التقنية المدمجة أصبحت أداة لا تقدر بثمن في تحديد خطة العلاج، خاصة في مجال السرطان، حيث تساعد في تحديد مرحلة الورم، ومعرفة إذا كان قد انتشر، وتقييم الاستجابة للعلاج بعد عدة جلسات.

أنواع المواد المشعة المستخدمة في PET-CT

رغم أن FDG هو الأكثر شيوعًا، إلا أن هناك مواد مشعة أخرى تستخدم في فحوص PET-CT لأغراض خاصة:

  1. فلوروديوكسي جلوكوز (FDG) – الأكثر استخدامًا، يكشف عن النشاط الأيضي للخلايا.
  2. كربون-11 – يُستخدم لدراسة مستقبلات معينة في الدماغ أو لفحص بعض أنواع السرطانات.
  3. أكسجين-15 – يستخدم في دراسة تدفق الدم إلى الأعضاء.
  4. نيتروجين-13 – يستعمل لتقييم وظيفة القلب.

اختيار المادة المشعة يعتمد على المرض المطلوب تشخيصه. على سبيل المثال، أمراض القلب قد تتطلب مواد مختلفة عن تلك المستخدمة في فحص الأورام، بينما دراسات الدماغ تحتاج مواد مخصصة لرصد نشاط النواقل العصبية.

كيف يتفاعل الجسم مع المادة المشعة؟

الجرعة التي يتم حقنها في فحص PET-CT صغيرة جدًا، وهي آمنة لمعظم المرضى. المادة المشعة لا تبقى في الجسم لفترة طويلة، حيث يتم التخلص منها عبر البول أو العرق خلال ساعات قليلة.

أثناء الفحص، لا يشعر المريض عادة بأي أعراض من الحقن، وقد يشعر فقط بوخز بسيط عند إدخال الإبرة. بعد الفحص، يُنصح بشرب الكثير من الماء للمساعدة في طرد المادة من الجسم بسرعة أكبر.

من المهم أن يعرف المريض أن النشاط الإشعاعي المستخدم في PET-CT منخفض، ولا يُسبب مخاطر كبيرة، لكن مع ذلك يُفضل عدم إجرائه بشكل متكرر إلا عند الحاجة الطبية.

استخدامات PET-CT في الطب

يتميز فحص PET-CT بكونه أداة تشخيصية شديدة الدقة، مما يجعله يُستخدم في عدة تخصصات طبية، وليس في الأورام فقط. الدمج بين الصورة التشريحية والوظيفية يمنح الأطباء القدرة على الإجابة عن سؤالين أساسيين: أين المشكلة؟ و هل هي نشطة أو خاملة؟.

تشخيص السرطان وتحديد مرحلته

يعد PET-CT الفحص الأكثر شيوعًا في مجال الأورام، إذ يمكنه كشف الأورام في مراحلها المبكرة قبل أن تُحدث تغييرات واضحة في الصور التقليدية. يستطيع الطبيب عبر هذا الفحص تحديد حجم الورم، مكانه، وانتشاره إلى أعضاء أو غدد ليمفاوية أخرى.

على سبيل المثال، في سرطان الرئة، قد يكشف PET-CT وجود بؤر صغيرة في الكبد أو العظام لم تكن مرئية في الأشعة العادية. كما يمكنه التفريق بين الورم النشط والنسيج المتندب بعد العلاج، وهو أمر بالغ الأهمية لتحديد ما إذا كان العلاج يجب أن يستمر أو يتغير.

متابعة فعالية العلاج الكيميائي أو الإشعاعي

بعد بدء العلاج، يحتاج الأطباء لمعرفة ما إذا كان الورم يستجيب للأدوية أو الإشعاع. يقوم PET-CT بقياس النشاط الأيضي للورم، فإذا انخفض النشاط مقارنة بالفحص السابق، فهذا مؤشر على استجابة جيدة، أما إذا بقي النشاط مرتفعًا فقد يكون من الضروري تغيير الخطة العلاجية.

تقييم أمراض القلب

في أمراض القلب، يُستخدم PET-CT لقياس تدفق الدم إلى عضلة القلب وتحديد المناطق التي تعاني من نقص التروية. كما يمكنه التفرقة بين النسيج الميت بعد الجلطة القلبية والنسيج الذي يمكن إنقاذه عبر العلاج.

تشخيص أمراض الدماغ

يُستخدم PET-CT في الأمراض العصبية مثل الزهايمر، الصرع، وأورام الدماغ. في الزهايمر، على سبيل المثال، يمكن أن يكشف الفحص عن مناطق في الدماغ انخفض فيها النشاط الأيضي حتى قبل ظهور الأعراض الإكلينيكية. وفي حالات الصرع، يساعد في تحديد المنطقة المسؤولة عن النوبات تمهيدًا للجراحة.

التحضير لفحص PET-CT

التحضير الجيد للفحص يضمن دقة النتائج ويقلل من احتمالية وجود أخطاء أو صور غير واضحة.

الإرشادات الغذائية قبل الفحص

عادة يُطلب من المريض الصيام لمدة تتراوح بين 4 و6 ساعات قبل الفحص، حيث إن ارتفاع مستوى السكر في الدم يمكن أن يؤثر على توزيع المادة المشعة ويقلل من دقة الصور. مسموح بشرب الماء، لكن يُفضل تجنب القهوة، الشاي، والمشروبات الغازية.

الأدوية التي يجب إيقافها أو الاستمرار عليها

في معظم الحالات، يمكن للمريض الاستمرار في تناول أدويته المعتادة، لكن بعض الأدوية مثل الإنسولين قد تحتاج إلى تعديل في توقيت الجرعة. لذلك، يجب إبلاغ الطبيب بكل الأدوية والمكملات التي يتناولها المريض.

التحذيرات الخاصة بالحمل والرضاعة

ينبغي إخبار الفريق الطبي إذا كانت المريضة حاملًا أو تشك في الحمل، لأن التعرض للإشعاع قد يؤثر على الجنين. كذلك، إذا كانت المريضة مرضعة، قد يُنصح بإيقاف الرضاعة لمدة 24 ساعة بعد الفحص لتجنب انتقال المادة المشعة عبر الحليب.

خطوات إجراء فحص PET-CT

إجراء PET-CT يتكون من عدة مراحل متسلسلة:

حقن المادة المشعة

يتم حقن كمية صغيرة من المادة المشعة في الوريد، وعادة لا تسبب أي ألم أو إحساس غير مريح باستثناء وخزة الإبرة.

فترة الانتظار قبل بدء التصوير

بعد الحقن، يُطلب من المريض الانتظار حوالي 30-60 دقيقة حتى تنتشر المادة المشعة في الجسم ويتم امتصاصها من قبل الخلايا. خلال هذه الفترة، يُفضل أن يبقى المريض في حالة راحة لتجنب زيادة امتصاص العضلات للمادة.

الدخول إلى جهاز الفحص

يستلقى المريض على الطاولة المخصصة، والتي تنزلق داخل الجهاز. يبدأ التصوير بجلسة CT أولاً للحصول على الصور التشريحية، تليها جلسة PET للحصول على البيانات الوظيفية.

المدة الزمنية للفحص

يستغرق الفحص بالكامل حوالي 1.5 إلى ساعتين، منها معظم الوقت في الانتظار قبل التصوير، بينما التصوير الفعلي قد لا يتجاوز 30-45 دقيقة.

تفسير نتائج PET-CT

بعد الفحص، يقوم فريق من أطباء الأشعة بتحليل الصور المدمجة.

كيفية قراءة الصور

في صور PET، تظهر المناطق ذات النشاط الأيضي العالي بألوان زاهية (أصفر أو أحمر عادة)، بينما المناطق الأقل نشاطًا تظهر بلون أزرق أو أخضر. دمج هذه الصور مع صور CT يعطي خريطة واضحة لمكان النشاط.

الفرق بين النتيجة الإيجابية والسلبية

  • إيجابية: تعني وجود نشاط غير طبيعي قد يكون ورمًا أو التهابًا.
  • سلبية: تعني عدم وجود نشاط مقلق في المنطقة المفحوصة.

أهمية الخبرة الطبية

قراءة صور PET-CT تحتاج إلى خبرة كبيرة، لأن بعض الحالات الطبيعية قد تُظهر نشاطًا عاليًا يشبه الورم، مثل العضلات العاملة أو الأنسجة الملتهبة، وهذا ما قد يسبب تفسيرات خاطئة إذا لم يتم التحليل بدقة.

مزايا فحص PET-CT

فحص PET-CT ليس مجرد أداة تصوير، بل هو ثورة حقيقية في التشخيص الطبي. الدمج بين بيانات PET الوظيفية وصور CT التشريحية يوفر للأطباء صورة شاملة ودقيقة، مما يجعل اتخاذ القرار العلاجي أكثر وضوحًا.

دقة عالية في التشخيص

يُعتبر PET-CT من أكثر الفحوص دقة في الكشف عن الأورام وتحديد مراحلها. فعلى سبيل المثال، قد يظهر الورم في صور CT بحجم صغير، لكن PET يوضح إن كان نشطًا وينمو بسرعة، أو مجرد كتلة خاملة.

القدرة على اكتشاف الأمراض مبكرًا

أحد أهم مزايا PET-CT أنه قادر على اكتشاف التغيرات الأيضية في الأنسجة قبل ظهور أي تغيرات تشريحية واضحة. هذا يعني إمكانية تشخيص المرض في مراحله الأولى، مما يزيد فرص الشفاء.

دمج المعلومات التشريحية والوظيفية

بدلًا من إجراء فحصين منفصلين، يقوم PET-CT بتوفير صورة واحدة تحتوي على كل المعلومات اللازمة، مما يقلل وقت التشخيص ويوفر على المريض الجهد والتعرض المتكرر للإشعاع.

المخاطر والآثار الجانبية لفحص PET-CT

رغم أن PET-CT آمن نسبيًا، إلا أنه مثل أي فحص طبي يعتمد على الإشعاع، له بعض المخاطر المحتملة التي يجب أخذها في الاعتبار.

مخاطر التعرض للإشعاع

الفحص يتضمن جرعة من الإشعاع من كل من PET وCT. الجرعة منخفضة نسبيًا، لكنها قد تكون مصدر قلق إذا تكرر الفحص بشكل متقارب. لهذا السبب، يُجرى PET-CT فقط عند الضرورة الطبية.

الحساسية تجاه المادة المشعة

نادراً ما يعاني المرضى من حساسية تجاه المادة المشعة أو الصبغة المستخدمة في CT، لكن إذا حدثت فهي تظهر على شكل طفح جلدي أو حكة، ويتم التعامل معها بالأدوية المضادة للحساسية.

نصائح لتقليل التأثيرات الجانبية

  • شرب كميات كبيرة من الماء بعد الفحص لتسريع خروج المادة المشعة من الجسم.
  • تجنب الاقتراب من الأطفال أو النساء الحوامل لعدة ساعات بعد الفحص.
  • إبلاغ الطبيب فورًا إذا ظهرت أي أعراض غير معتادة.

مقارنة PET-CT مع أنواع الفحوص الأخرى

مقارنة مع الرنين المغناطيسي (MRI)

MRI يستخدم الحقول المغناطيسية والموجات الراديوية، ولا يتضمن إشعاعًا، لكنه يركز أكثر على التفاصيل التشريحية ولا يعطي معلومات كافية عن النشاط الأيضي مثل PET.

مقارنة مع التصوير المقطعي العادي (CT)

CT يعطي صورًا دقيقة للتشريح لكنه لا يميز بين الأنسجة النشطة والخاملة. PET-CT يتفوق في تحديد ما إذا كانت الكتلة الظاهرة نشطة أو لا.

متى يفضل كل فحص على الآخر؟

  • PET-CT: الأفضل في متابعة الأورام وتحديد مدى انتشارها.
  • MRI: الأفضل في تصوير الدماغ والحبل الشوكي والمفاصل.
  • CT: يستخدم غالبًا في الحالات الطارئة للكشف السريع عن الإصابات أو النزيف.

تكلفة فحص PET-CT

تكلفة الفحص تختلف من دولة لأخرى وتعتمد على عدة عوامل:

  • نوع المادة المشعة المستخدمة.
  • مستوى تجهيز المركز الطبي.
  • شمولية التأمين الصحي.

تطورات مستقبلية في فحص PET-CT

التكنولوجيا الطبية في تطور مستمر، وPET-CT ليس استثناءً.

أجهزة أكثر دقة وأسرع

الأجيال الجديدة من أجهزة PET-CT توفر دقة أعلى في وقت أقل، مما يجعل الفحص أكثر راحة للمريض.

مواد مشعة أقل خطورة

يجري تطوير مواد مشعة بجرعات أقل ومدة نصف عمر أقصر، مما يقلل التعرض للإشعاع.

دمج الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور

الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على المساعدة في تفسير صور PET-CT بدقة عالية، مما يقلل من احتمالية الأخطاء البشرية ويسرع عملية التشخيص.

نصائح للمرضى بعد فحص PET-CT

  • شرب الكثير من الماء: يساعد على إخراج المادة المشعة من الجسم بسرعة.
  • تجنب الاحتكاك المباشر بالأطفال والحوامل: لمدة 6-12 ساعة بعد الفحص.
  • العودة للنشاط الطبيعي: يمكن للمريض استئناف أنشطته اليومية فور الانتهاء من الفحص، إلا إذا أوصى الطبيب بغير ذلك.

فحص PET‑CT هو أداة تشخيصية متقدمة تمثل نقلة نوعية في الطب الحديث، إذ تتيح للأطباء رؤية النشاط الأيضي والتشريح في صورة واحدة، مما يحسن دقة التشخيص ويزيد من فعالية العلاج. ومع التطور المستمر في الأجهزة والمواد المشعة، يتوقع أن يصبح الفحص أسرع وأكثر أمانًا في المستقبل.

أسئلة شائعة حول فحص PET‑CT

1- كم يستغرق فحص PET‑CT؟

عادة بين ساعة ونصف وساعتين.

2- هل فحص PET‑CTمؤلم؟

الفحص نفسه غير مؤلم، لكن المريض قد يشعر بوخزة بسيطة عند إدخال الإبرة للحقن.

3- كم مرة يمكن إجراء فحص PET‑CT بأمان؟

يعتمد على الحالة الطبية، ويُترك القرار للطبيب بناءً على الضرورة والفوائد مقابل المخاطر.

4- هل يمكن للأطفال إجراء فحص PET‑CT؟

نعم، لكن بحذر شديد وجرعات منخفضة من الإشعاع، وفقط عند الضرورة القصوى.

5- هل أحتاج للراحة بعد فحص PET‑CT؟

ليس بالضرورة، ويمكن العودة للنشاط المعتاد فورًا.

 

اذا كان لديك اي استفسارات حول فحص PET‑CT يمكنك الاتصال بنا 0221292000 كما يمكن حجز موعد